######################
البيانات المفتوحة Open Data:
######################
ماهي البيانات المفتوحة؟!!
البيانات المفتوحة هي البيانات التي يمكن لأي شخص الوصول إليها، استخدامها وكذلك إعادة نشرها من دون قيود وأيضاً مشاركتها وتبادلها والتعديل عليها بكل حرية. ووفقاً لذلك، فإن ممارسة هذا النهج في القطاع الحكومي يعني أن تنشر الجهات الحكومية البيانات التي تملكها أو تنتجها (مثل إحصاءات التعليم، المواصلات وغيرها) على الإنترنت من دون قيود وتشمل تلك القيود على سبيل المثال:
القيود المالية: أن تطلب الجهات الحكومية دفع مبالغ مالية نظير الحصول على البيانات.
القيود القانونية: أن لا توفر الجهة الحكومية على صفحة البيانات الخاصة بها ترخيصاً قانونياً صريحة يمنح الجمهور حرية الحصول على البيانات، كاستخدامها وإعادة نشرها.
فعلى سبيل المثال، تنشر هيئة المواصلات في لندن (هذا الملف في الرابط https://data.london.gov.uk/datasettfl-bus-stop-locations-and-routes ) والذي يوفر بيانات مواقع محطات الحافلات وكذلك مسار هذه الحافلات في المدينة.
ويمكنك ملاحظة الآتي حول ملف البيانات هذا:
- يتوفر الملف مجاناً.
- يتوفر الملف بأكثر من صيغة (HTML, CSV)، ويمكنك فتح الملف دون التقيد باستخدام برمجيات معينة.
- تتوفر أيضاً رخصة قانونية (UK Open Government Licence) والتي توضح حقوقك القانونية في استخدام البيانات المضمنة في هذا الملف ومن بينها إمكانية استخدام البيانات بشكل تجاري، إلخ من الملاحظات.
######################
المبادئ التي تقوم عليها البيانات أو الحكومات المفتوحة:
######################
بات هذا التعريف إجرائياً من خلال ستة مبادئ للبيانات المفتوحة. تصف الأربعة الأولى من هذه المبادئ الخصائص القانونية والتقنية للبيانات المفتوحة بأنّها:
1- مفتوحة تلقائياً.
2- في وقتها المناسب وشاملة.
3- يمكن الوصول إليها ونافعة.
4- قابلة للمقارنة والتبادل.
ويصف المبدآن الأخيران الغرض والاستخدامات التي تتيحها البيانات المفتوحة:
5- من أجل حوكمة حسنة ومشاركة المواطن.
6- من أجل التنمية الشاملة والابتكار.
ومنذ انطلاقه في العام 2016، اعتمدت 16 حكومة وطنية، بما فيها حكومات 10 دول نامية، بروتوكول البيانات المفتوحة الدولي كبيان لالتزامها بالبيانات المفتوحة. ويمكن تطبيق معيار الانفتاح هذا على العديد من أنشطة ومخرجات الحكومات والمؤسسات الأكاديمية، وفي بعض الحالات، الأنشطة الخاصة التي كرّست كمنافع عامة.
وتوجد العديد من المبادرات الدولية التي تهدف إلى تعزيز الانفتاح والشفافية في الفضاء العام. فقد نمت الشراكة الحكومية المفتوحة من مجموعة أولية مؤلفة من 11 بلداً في العام 2011 ليصبح عدد البلدان المشاركة حالياً فيها 75 بلداً، بما فيها 25 بلداً نامياً ومتوسط الدخل. وتؤكد مبادئ الحكومة المفتوحة على ضرورية الانفتاح لجعل المجتمعات أكثر شمولاً وعدلاً واستدامة ولتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية للجميع.
إذا لم تفهم بعد ماهية الموضوع سنلخصه لك في عدة نقاط حتى يمكننا معرفة ما يعنيه:
1- إمكانية الوصول والولوج:
هذه البيانات التي نتحدث عنها يجب أن تكون متاحة بالكامل وبتكلفة لا تتجاوز تكلفة نسخها!! يتم تنزيلها وتحميلها من الإنترنت، كما يجب أن تكون متاحة بشكل مناسب ويمكن التعديل عليها، وإلا لن تكون ضمن المصطلح المقصود.
2- إمكانية توزيعها وإعادة استخدامها:
وهذا يعني أن يتم تقديم هذه البيانات بموجب شروط تسمح بإعادة استخدامها وتوزيعها بما في ذلك البيانات المتضمنة مجموعات بيانات أخرى أيا كانت.
3- إمكانية المشاركة لهذه البيانات عالمياً:
يجب أن يكون الجميع قادرين على استخدام وإعادة استخدام وإعادة توزيع - يجب ألا يكون هناك تمييز ضد مجموعات أو شركات أو أشخاص - على سبيل المثال، لا يسمح بالقيود "غير التجارية" التي تمنع الاستخدام التجاري، أو قيود الاستخدام لأغراض معينة (على سبيل المثال في التعليم فقط).
إذا كنت تتساءل لماذا من المهم جداً أن تكون واضحة حول ما يعني وسائل مفتوحة ولماذا يستخدم هذا التعريف، سأقول لك، هناك إجابة بسيطة: العمل المشترك (interoperability).
إن ما يعنيه مبدأ العمل المشترك هو قدرة النظم والمنظمات المتنوعة على العمل معاً (inter-operate or inter-mix). في هذه الحالة من العمل المشترك نستطيع أن ننشئ مجموعات كبيرة من البيانات المفيدة والمختلفة بسهولة.
أيضاً مايجعل هذا مهماً هو السماح لمكونات مختلفة بالعمل معا، فهي ضرورية لبناء أنظمة كبيرة ومعقدة. وبدون قابلية العمل المشترك، يصبح هذا شبه مستحيل، كما اتضح من أسطورة برج بابل الأكثر شهرة حيث أدى عدم الأخذ بهذا المبدأ إلى انهياراً كاملاً لجهود بناء البرج.
وفي الحقيقة نحن نواجه وضعاً مماثلاً فيما يتعلق بالبيانات. جوهر مشاركة البيانات أو البرمجيات أو الأكواد، هو أن نوع معين من هذه البيانات يمكن أن تكون مختلطة بحرية مع غيرها من المواد المفتوحة الأخرى. ويعتبر هذا ضروري تماماً لتحقيق الفوائد العملية الرئيسية.
4- الانفتاح:
ويعني القدرة المعززة بشكل كبير على الجمع بين مجموعات بيانات مختلفة معا، وبالتالي تطوير منتجات وخدمات أكثر وأفضل.
كتعريف واضح لهذه النقطة، هو ضمان أنه عندما تحصل على مجموعتين مفتوحتين من مصدرين مختلفين، سوف تكون قادراً على الجمع بينهما معا، ويضمن أن نتجنب كارثة "برج بابل"، توفرت الكثير من مجموعات البيانات المختلفة ولكن كانت القدرة على تجميعها لدمجها معا في النظم الأكبر قليلة أو معدومة.
النقطة الرئيسية هي أنه عند فتح هذه البيانات، يتم التركيز على البيانات غير الشخصية، أي البيانات التي لا تحتوي على معلومات عن أفراد معينين.
ملحوظة: قد تنطبق قيود الأمن القومي على بعض أنواع البيانات الحكومية.
حسناً.. ما الفائدة إذاً من نشر هذه الملفات والبيانات بهذه الصورة المفتوحة؟!!
######################
فوائد البيانات المفتوحة:
######################
تتنوع فوائد واستخدامات البيانات المفتوحة حول العالم بتنوع التحديات التي تواجهها المدن والمجتمعات وكذلك تنوع أولوياتها. ومن هذه الفوائد:
1- تعزيز الشفافية ومشاركة المواطنين.
2- تحسين كفاءة الخدمات الحكومية.
3- الحصول على معرفة جديدة من خلال دمج مصادر بيانات متعددة ومعالجة بيانات ذات كم كبير.
4- زيادة الثقة بأعمال الحكومات من خلال زيادة الفهم والاستيعاب العام لأعمالها.
5- دعم عمليات التخطيط الاستراتيجي ورفع القدرات التنافسية وتعزيز الإبداع لمصلحة المجتمع العام.
6- تشجيع الابتكار من خلال استفادة المؤسسات والشركات الخاصة من البيانات لابتكار خدمات جديدة ذات قيمة مضافة.
7- تحفيز البحث العلمي من خلال إجراء البحوث والدراسات بالاعتماد على ما يُنشر من معلومات وإحصائيات.
8- تصويب القرارات الاقتصادية والاجتماعية على المستويات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة بحيث تتاح للأفراد والشركات والمؤسسات المعلومات اللازمة لإنشاء الاستثمارات واتخاذ قرارات التوسع في أعمالها.
9- دعم التوظيف وخلق فرص عمل حيث إن البيانات المفتوحة تُمكّن من تحفيز الاستثمار الخارجي ودعم بيئة الأعمال.
10- إضعاف فرص الفساد نتيجة وجود أنظمة واضحة للمحاسبة العامة.
11- دعم الإزدهار الاقتصادي والأمن الاجتماعي.
في مثال الملف السابق للمواصلات تحديداً، فإن تطبيقاً ذكياً مثل تطبيق (CityMapper) يستخدم هذه البيانات من أجل مساعدتك على استخدام الحافلات في لندن بصورة ميسرة. ويوجد الآلاف من مطوري التطبيقات الذكية الذين يستخدمون البيانات التي توفرها هيئة النقل في لندن فقط، وبطبيعة الحال فهنالك آلاف غيرها حول العالم يستخدمون البيانات المفتوحة التي توفرها حكوماتهم ومدنهم من أجل تحسين حياة الناس.
فيما يلي قائمة متجددة من قصص البيانات المفتوحة حول العالم:
1- في بريطانيا: تحليل البيانات المفتوحة للوصفات الطبية يوفر 200 مليون جنيه استرليني سنوياً.
2- الخرائط وبيانات الموقع الجغرافي ترفع قيمة البيانات المفتوحة في لوس أنجلوس.
3- في نيويورك: مُدون يستفيد من البيانات المفتوحة لكشف أخطاء الشرطة في تحصيل مخالفات السيارات.
4- ولاية فرجينيا الأمريكية تستفيد من البيانات المفتوحة لعرض الوظائف المُتاحة.
5- إذاً، لماذا تفشل مشروعات تحليل البيانات في القطاع الحكومي؟!! (لا تعليق).
6- هل تُصنف الرسائل النصية القصيرة للمسؤولين ضمن البيانات العامة؟!! (لا تعليق أيضاً).
المقال تم إعداده وترجمته من مواقع عربية وأجنبية.
م. عبدالله الجبري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق