الأحد، 3 سبتمبر 2017

تقنية ال IPTV

######################
تقنية ال IPTV:
######################

في خضم الفوضى الإلكترونية التي أحدثتها موجة انتشار الكابلات والأقمار الصناعية التي تقدم خدمات لم تكن على البال أو في الحسبان للمستهلكين مدمني التلفاز والقنوات الفضائية، ومع ميلاد التلفزيونات عالية الوضوح HDTV - High definition والتي تضاهي جودة فيلم يعرض على شاشة سينمائية حديثة - فضلاً عن الجهد المبذول للوصول إلى ماهو أفضل- تظهر تقنية ال IPTV منافسة بذلك كل التقنيات ذات الفارق في الجودة والخدمة على الساحة لتحاكي بقوة صناعتي خدمات الاتصال وبيع التلفزيونات الحديثة.

تقنية IPTV هي خدمة جديدة، تقدم ماتوفره التلفزيونات الحديثة بجودة عالية، ناقلة بذلك الصوت والصورة عبر خطوط الإنترنت عالية السرعة مباشرة إلى أجهزة التلفاز التي في منازلنا. تتعامل هذه التقنية مع الصوت والصورة على أنها معلومات تنتقل عبر الإنترنت على هيئة رزم - كما يحدث في تبادل الايميلات - يتم استقبالها لتنقل بذلك إحدى المباريات نقلاً مباشراً أو لتعرض برنامجاً وثائقياً، تماماً كما تفعل القنوات الفضائية. الفارق هنا يكمن في اعتماد تقنية IPTV اعتماداً كلياً على خدمات الإنترنت التي توفرها شركات الاتصال.

لا يمكن اعتبار هذه التقنية مسألة شبيهة بمقاطع الفيديو التي تعرض على الكمبيوتر والتي يقوم المستهلكين بتحميلها من مواقع مختلفة، فجودتها أفضل بجميع المعايير. يعود الفضل في ذلك إلى تزايد سرعة الإنترنت، المقصود هنا - Broadband connection speed and capacity - ، فضلاً عن جودة ملفات الفيديو المضغوطة التي يمكن تصنيفها ضمن خدمة الفيديو تحت الطلب VoD - Video on Demand والتي بات بالإمكان الحصول عليها على شاشات التلفاز عن طريق ماتوفره تكنولوجيا الاتصالات.

مايحدث واقعاً أن تقنية IPTV في مرحلة مبكرة من التطوير لتصل تماماً بما تستطيع تقديمه بالكامل. بالرغم من هذا فقد اعتاد الجميع على الحصول على القنوات عن طريق الكابلات والأقمار الصناعية، بينما ماتفرضه التكنولوجيا المتطورة على غالبية الدول التي تتابع صنيعها وتسعى إلى تطبيقه، يجبر هذه الدول على الاستعداد خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة لاستقبال IPTV كعامل مهم لايمكن الاستغناء عنه في الساحة.
بالاضافة لهذا، يتوقع المحللون والخبراء في مجالات الاتصالات مستقبلاً مهماً ذا فارق لهذه التقنية إذا ما تم اعتمادها فعلاً واهتمت بها شركات الاتصال في الدول المتطورة.

ولنتحدث بشيء من التفصيل، فنحن حين نضع ال IPTV نصب أعيننا، فإننا نتحدث عن مزيد من الخيارات في اختيار البرامج، فذلك أشبه بجهاز تلفاز يبث بثاً مباشراً، أو يعرض مقطعاً من الفيديو تحت الطلب كما ذكرنا سابقاً VoD، أو الاثنين معاً، وهذا مالا تقدمه القنوات الفضائية - مع وجود الفارق في الجودة - لهذا فإنه من الإمكان الحصول على أي شيء في أي وقت مستقبلاً، ومن أي مكان بأقل تكلفة ممكنة.

######################
كيف تعمل تقنية IPTV؟!
######################

كما هو واضح من مسمى التقنية، تقنية IPTV ليس لها علاقة بالساتلايت أو بالكابلات المستخدمة حالياً بالتلفزيون. التقنية تعتمد اعتماداً كلياً على خطوط الإنترنت مثل خط ADSL أو VDSL لتعمل.
التلفاز التقليدي يعتمد على إرسال واستقبال إشارات (Signals) ومن ثم يقوم الجهاز التقليدي بفك شفرة هذه الإشارات decode وتحويلها إلى صوت وصورة تعرض على الشاشة. بينما العملية تختلف في حالة ال IPTV، فالإشارات لن تنتقل كما هي بل ستتعرض لعملية تسمى Fragmentation أو بالعربية (تقسيم أو تجزئة). في هذه العملية سيتم تقسيم المعلومات إلى حزم (Packets) أو (datagram) على حسب البرتوكول المستخدم.

في بدايات تقنية ال IPTV، كان عدد القنوات التي تبثها مراكز البث محدود (تتراوح بين 50 - 150 قناة تقريباً). كانت تبث هذه القنوات من مكتب مركزي يسيطر على جريان وبث القنوات إلى المستهلكين المشتركين، حيث ترسل الإشارات ويتم استقبالها عن طريق fibre backbone من وإلى محطات تتمركز وتتوزع على مناطق التغطية، ومن ثم يتم إرسال هذه الإشارات إلى منازل المشتركين حسب طلبها (أي حسب طلب المشاهد للبرنامج الفلاني أو القناة الفلانية).

هذا فيما يتعلق بالطرف المرسل، أما الطرف المستقبل (أي المنازل وبالتحديد أجهزة التلفاز)، فكل من لديه تلفازه الخاص، وخط اتصال سريع بالإنترنت High speed connection، بالاضافة إلى جهاز خاص يستقبل الإشارات التي ترسلها محطات البث المركزية ويسمى STB (Set Top Box). هذا الجهاز بدوره يكون متصلاً بالتلفاز (وسيتم شرح طريقة عمله فيما يأتي)، فتوافر هذه الأمور تمكن المستهلك من الاستمتاع بخدمات ال IPTV المتنوعة تماماً كما يحدث الأمر مع متابعي باقات Showtime و Orbit وغيرها، عدا كون مشتركي خدمة ال IPTV يستطيعون تحديد مايريدون متابعته متى ماشاؤوا. من هنا يتضح الفرق بين تقنية ال IPTV وغيرها من التقنيات.

######################
ماهو جهاز ال STB بالضبط؟!
######################

هو جهاز إلكتروني يدعم تقنية ال IPTV، يتم توصيله بإحدى أسلاك أو كابلات الاتصال بالإنترنت مثل التلفون أو كابلات ال DSL، كما يوصل بشاشة التلفاز لدى المشتركين بخدمة ال IPTV لعرض محتويات الإشارات التي تستقبلها الأسلاك من الشبكة بناء على طلب المشاهد نفسه.
يقوم هذا الجهاز بترجمة الإشارات من IP Video إلى Standard TV signals وهي إشارات يستطيع التلفزيون عرضها على شكل صوت وصورة على شاشته.
لهذا الجهاز الكثير من الاستخدامات بدء من كونه مستقبلاً ومترجماً للإشارات، انتهاء بتعددية آلية عمله ومرونتها من حيث إمكانية المشاهد من اختيار المادة التلفزيونية وطلبها عبر الشبكة وقابلية توصيله بالكمبيوتر لدعم تقنيات مهمة مثل video conferencing وال IP Telephony وأيضاً (VoD (Video-on-demand (الفيديو عند الطلب)، فضلاً عن التقنيات الأخرى التي تتطلب اتصالاً سريعاً بالإنترنت.

######################
آلية بث قنوات ال IPTV:
######################

عرض مقاطع الفيديو والقنوات يتم من مصدر إقليمي ثابت Regional Video source يتم إرسالها عبر الشبكة الأم MPLS network والتي بدورها توزع الخدمة إلى الشبكات الأخرى من خلال مراكز توزيع مركزية Local Video Source تتوزع في كل منطقة تدعم هذه الخدمة. تتكون تلك الشبكات من مجموعة مبدلات switches متصلة بأجهزة ال STB في منازل المستهلكين، تستقبل الخدمة وترسلها حسب أماكن طلبها.

######################
الجميع يتحدث عن VoD، ماهي ياترى؟!
######################

الفيديو عند الطلب (VoD - Video on Demand) هو عملية أشبه بعرض متسلسل لمقاطع من الفيديو يتحكم بها المشاهد. هذه المقاطع تعرض تماماً كالتي تعرض على التلفاز عدا الاختلاف فيما يتعلق بطريقة عرضها ومرونته، فضلاً عن أن مصدرها كما في ال IPTV هو شبكة الإنترنت.
مايحدث هنا أمر مشابه تماماً لما سبق، يقوم المشترك بطلب الفيديو الذي يتم ايصاله عبر الشبكة إلى جهاز التلفاز، أو شاشة الكمبيوتر.
مثال على ذلك موقع www.youtube.com، والذي يعتبر من أكبر وأهم المواقع التي تبث الفيديو والمقاطع والأفلام والكثير على الإنترنت لتصبح في متناول الجميع متى ماشاؤوا، حيث أن عمل الموقع يقوم على هذا الأساس، ويتضح ذلك من شعارهم (Broadcast yourself).

يمكن استخدام VoD أيضاُ فيما يتعلق بال Video conferencing، وإرسال واستقبال مقاطع الفيديو على الهواتف النقالة بالإضافة إلى غيرها من الأجهزة اللاسلكية wireless gadgets.

هناك الكثير من الخيارات التي تتوفر لمستهلكي VoD فيما يتعلق بعرض المقاطع، حيث بإمكان المستهلك أن ينتظر عملية تحميلها على الجهاز إلى أن تتم، أو بإمكانه مشاهدة المقطع وهو قيد التحميل في نفس الوقت على سبيل المثال. أيضاً يستطيع المستهلك أن يختار إحدى الخيارات التالية فيما يتعلق بمشاهدة مقطع الفيديو مثل pause, play, fast forward, and rewind، كما يمكنه الانتقال إلى مشاهد متقدمة من الفيديو بضغطة زر كما هو الحال في الفيديو الذي يعرض باستخدام VCR أو DVD player.

######################
مميزات تقنية ال IPTV:‏
######################

1- ‏Support for interactive TV‏: وهذه الميزة لن تجدها في الدش حيث أن ال IPTV‏ يتضمنlive TV، ‏high definition TV (HDTV) وألعاب تفاعلية وسرعات فائقة لتصفح الإنترنت. ‏

2‏- ‏Time shifting‏: إذا كان هناك برنامج تحب مشاهدته ولكنه يأتي في وقت عملك فلا تقلق فمع ال ‏IPTV‏ ‏تستطيع برمجته آليا لتخزين البرامج لمشاهدتها لاحقا. ‏

3‏- ‏Personalization‏: لدعم ال ‏IPTV‏ لنظام ال‏ end-to-end بإمكانك إضافة الطابع الشخصي لك على ‏تلفزيونك فيمكن تقرير ما سوف تشاهد ومتى يمكنك أن تشاهد.

4- ‏Low band requirements‏: قد يتعجب البعض من هذا لكن هذا حقيقي فبإمكان مزود الخدمة أن ‏يبث القنوات للمستخدمين الطالبين لهذه القناة فقط مما يعنى توفير كثير في الباندويدث. ‏

5- ‏Accessible on multiple devices‏: نعم أنت لست مقيد بجهاز تلفاز وإنما يمكنك الاستفادة من خدمات ‏ال IPTV‏ من خلال الحاسب أو الجوال‏‏.

######################
سلبيات تقنية ال IPTV:
######################

حيث أن تقنية ال IPTV تتطلب نقلاً سريعاً للمعلومات real-time data transmission فضلاً عن اعتمادها الكلي على خدمة الإنترنت، فهي حساسة لاحتمالية ضياع رزم المعلومات أو تأخرها packet loss and delay إذا كانت سرعة الاتصال بالشبكة غير عالية بما فيه الكفاية، كما أن الصورة قد لا يتم نقلها كاملة picture break-up or loss خاصة إذا كان نقلها يعتمد بروتوكول UDP (User Datagram Protocol) وهذا البروتوكول لا يضمن ايصال الخدمة تماماً كما هي.
هذه المشكلة تظهر بقوة مؤخراً خاصة مع رواج اسخدام الاتصال اللاسلكي بالإنترنت، ويحاول الخبراء والمهندسين حالياً تطوير تقنية الاتصال اللاسلكي وتوفير الأجهزة الملائمة لحل هكذا مشاكل والتي قد لا يسعف تفاقمها التكنولوجيا المتطورة.

هناك تعليق واحد: